ولحكومة السورية تستعين بشركة أمريكية لتحسين صورتها
أخبار الشرق
13 ايار 2005
رفعت الأسد هو أبرز المسؤولين السوريين الذين يجري الحديث عن محاكمتهم لانتهاكاتهم حقوق الإنسان السوري، لكن الجديد هذه المرة أن اسم رفعت الأسد شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد وعم الرئيس الحالي بشار الأسد، ومعه اللواء غازي كنعان واللواء بهجت سليمان، ورد ضمن مطالبات أعضاء في الكونغرس الأمريكي بمحاكمة مسؤولين سوريين متهمين بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية". وأسماء المسؤولين الثلاثة هم ضمن قائمة تضم 276 من المسؤولين الأمنيين الحاليين والسابقين.
ويأتي هذا بعد أيام قليلة من إبرام الحكومة السورية عقداً مع شركة أمريكية للعلاقات العامة، لتحسين صورتها في الولايات المتحدة.
ويشار إلى أن رفعت الأسد هو القائد السابق لما كان يعرف باسم "سرايا الدفاع" المتهمة بارتكاب مجازر في سورية، وأشهرها مجزرتا سجن تدمر وحماة (1982) اللتان ذهب ضحيتهما عشرات الآلاف من المواطنين السوريين. أما اللواء غازي كنعان فهو وزير الداخلية الحالي، وسبق أن شغل، منذ عام 1982، منصب رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري (المخابرات العسكرية) في لبنان، وقبل انتقاله إلى لبنان عمل رئيساً للمنطقة الوسطى في المخابرات العسكرية، وهو يتهم بارتكاب انتهاكات خطيرة في سورية ولبنان. أما اللواء بهجت سليمان، فهو رئيس الفرع 251، وهو فرع الأمن الداخلي التابع لإدارة أمن الدولة (المخابرات العامة).
وجاءت المطالبة في الكونغرس على لسان النائبة الأمريكية إيلينا روس ليثينين الأربعاء، حيث طالبت الحكومة الأمريكية بالمساعدة على تقديم رفعت الأسد للمحاكمة "بسبب ارتكابه جملة من الجرائم الوحشية ضد الشعب السوري".
كما صرحت ليثينين في مقابلة لها مع فضائية "الحرة" التي تمولها الحكومة الأمريكية؛ بأن "العجلة بدأت تدور؛ لأن الكونغرس سيساعد الشعب السوري لمحاسبة هؤلاء".
من جهته؛ رأي "حزب الإصلاح السوري" الذي يتزعمه المعارض السوري المقيم في الولايات المتحدة فريد الغادري؛ أن تصريحات النائبة الأمريكية ليست "إلا إنذاراً لمن يقف على رأس هرم السلطة اليوم ويتابع سياسة العنف ضد السوريين". واعتبر الحزب أن "أمثال رفعت الأسد، غازي كنعان، بهجت سليمان، علي دوبا، حكمت الشهابي، حسن خليل، آصف شوكت، هشام بختيار، ومئات من المنغمسين في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، سوف يقدمون للعدالة، فهم كانوا وما زالوا مسؤولين بشكل مباشر عن جرائم القتل والتعذيب واستمرار اعتقال آلاف الأبرياء إلى يومنا هذا، ويجدر بالإشارة إلى أن عمليات العنف شملت غير السوريين ودول أخرى" حسب تعبير الحزب في بيان.
ويبدو أن الحكومة السورية بدأت تستشعر بحجم المأزق، فقامت بالتعاقد مع شركة أمريكية لتحسين صورتها في الولايات المتحدة. واللافت أن "جو ألبو" رئيس شركة "نيو بريدج ستراتيجيز" التي أبرمت العقد مع السفير السوري في واشنطن؛ هو صديق قديم للرئيس الأمريكي جورج بوش، وعمل سابقاً مديراً لمكتبه عندما كان حاكماً لولاية تكساس. كما كان المدير الوطني لحملة المرشح بوش لمنصب الرئاسة عام 2000 وكافأه الرئيس في شباط 2001 بتعيينه مديراً للوكالة الفدرالية لإدارة الحالات الطارئة المسؤولة عن تنسيق خدمات الأجهزة الحكومية الفدرالية والمحلية للإغاثة ومساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية، واستمر في منصبه إلى حين استقالته في آذار 2003.
ويرى المراقبون أن الحكومة السورية تبحث عبر هذه الشركة عن طريقٍ لإيصال صوتها إلى البيت الأبيض، وإبلاغه برغبتها في الحوار والتفاهم، لا سيما أن الشركة تضم مجموعة من رجال الأعمال الجمهوريين وبعضهم مقرب من بوش، حسب صحيفة "النهار" اللبنانية التي نقلت عن مصادر أمريكية استبعادها أن يؤدي لجوء دمشق إلى "جو ألبو" للقيام بأعمال "اللوبي" لمصلحة دمشق ولتحسين العلاقات الثنائية؛ إلى أي تغيير نوعي في الموقف الأمريكي من سورية، في غياب تحولات جذرية في السياسات السورية الإقليمية، على أهمية الانسحاب من لبنان.
ولم يتم الكشف عن طبيعة الاتفاق بين جو ألبو والسفارة السورية، وما هو المبلغ الذي سيتقاضاه من السوريين لقاء خدماته. ونقلت الصحيفة أن رجل الأعمال جمال دانيال السوري الأصل، وهو من الشركاء الشركة، كان صلة الوصل بين السفارة السورية وجو ألبو. ويحتل دانيال، وهو من الجمهوريين الذين تبرعوا مالياً لحملة الرئيس بوش، مركزاً بارزاً في شركة استثمارات، وله خبرة في الاستثمارات في مجال الطاقة في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط.
وهي المرة الأولى تتعاقد دمشق مع شخصية أو شركة أمريكية لتمثيلها في الولايات المتحدة، بعكس عدد من السفارات العربية الأخرى التي لديها عقود مع شركات للعلاقات العامة تساعدها في علاقاتها واتصالاتها مع الحكومة الأمريكية أو الكونغرس أو وسائل الإعلام. -->
No comments:
Post a Comment