عربية تقترب من إطاحة الرجل الذي يعد مهندس الإطاحة بنظام صدام
واشنطن: طلحة جبريل بات من المرجح ان تطيح علاقة بين بول وولفويتز رئيس البنك الدولي وعشيقته شاها علي رضا ذات الاصول العربية، على الرغم من ان البيت الابيض اعلن وقوفه الى جانب بول وولفويتز الذي يعد المهندس الرئيسي لغزو العراق.
وكان بول وولفويتز قد تدخل لنقل صديقته شاها علي رضا من البنك الدولي الى الخارجية الاميركية ومنحها راتباً أعلى من راتب الوزيرة كوندوليزا رايس. وبادر بول وولفويتز عند انتخابه رئيساً للبنك الدولي في منتصف 2005 التدخل الى نقل شاها التي ظلت تعمل مع البنك منذ ثمانية أعوام، للعمل في وزارة الخارجية الأميركية، لتفادي تضارب المصالح وذلك حسب قوانين البنك التي تمنع ترؤوس شخص لفرد من عائلته. وانتقلت شاها التي كانت تعمل موظفة علاقات عامة في البنك الدولي الى وزارة الخارجية الاميركية لتعمل مستشارة هناك في مكتب ليزا تشيني ابنة نائب الرئيس الاميركي.
واتخذ بول وولفويتز قراراً بزيادة كبيرة وسريعة في مرتبها المعفي من الضرائب في البنك الدولي حيث بلغ 193 ألف دولار أميركي سنوياً، أي أكثر من المرتب الذي تتقاضاه وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس نفسها، والذي يبلغ 186 الف دولار سنوياً قبل خصم الضرائب منه.
يشار الى ان شاها علي رضا ولدت في ليبيا من أب ليبي وأم من اصول سورية، وتربت شاها في تونس والسعودية وبريطانيا وتزوجت من بلنت علي رضا في الثمانينات ثم انتقلت معه الى الولايات المتحدة ، بعد ان كانت قد حصلت على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة اكسفورد. ويقول الذين يعرفونها عن قرب انها تتمتع بكفاءة عالية في مجال العلاقات العامة وانفصلت شاها عن زوجها كما ان وولفويتز منفصل هو الآخر عن زوجته. ولم يدافع مجلس مديري البنك الدولي، في البيان الذي اصدره امس عن بول وولفويتز، مما عزز التكهنات بانه سيضطر للاستقالة، بل إن مجلس ادارة البنك وجه أعنف توبيخ للرجل خلال مسيرة حياته السياسية. ويتوقع ان تخيم تداعيات هذه الفضيحة على الاجتماعات السنوية المشتركة بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي ستبدأ اليوم في واشنطن. وأصدر المجلس بعد اجتماع دام ساعات طويلة واستمر حتى فجر امس بياناً يقول إن وولفويتز لم يقم بالتفاوض من أجل تعيين عشيقته وتحديد قيمة مرتبها فقط، بل قدم تعليمات مفصلة لتنفيذ ذلك، وتفادي عرض الموضوع على الجهات المعنية داخل البنك للحصول على الموافقة. وقال بيان مجلس مديري البنك (24 مديرا كل واحد يمثل الدول الرئيسية التي تساهم في البنك) «سوف يتحرك المديرون التنفيذيون سريعا للوصول الى خلاصة حول احتمالات يمكن اتخاذها، وسوف ينظر المديرون التنفيذيون الى كل القوانين والظروف واضعين في الاعتبار ما يمس البنك». واعتبر مراقبون ان هذا البيان ليس تأييدا لموقف وولفويتز، ولا حتى شبه تأييد، بل انه يشكك، بطريقة دبلوماسية، في الاعذار التي قدمها وولفويتز. كما ان البيان يشير الى «ما يمس البنك» مما يعني ان المديرين التنفيذيين يضعون اعتباراً اكبر لسمعة البنك، ويعتبرون انها اهم من سمعة بول وولفويتز. وقال البيان إن مجلس المديرين لا يفكر في الإجراء الذي ينبغي له اتخاذه، إذا ما قرر أنه لا بد من ذلك. وتصاعدت مطالبة ممثلي موظفي البنك باستقالة وولفويتز بسبب الفضيحة، فيما قال وولفويتز انه سيقبل اي قرار يتخذه مجلس ادارة البنك. وقال اتحاد موظفي البنك إنه بالإضافة إلى ما حدث، حصلت شاها رضا على ترقية وزيادة في المرتب «مبالغ فيهما». وقال البيان الذي يمثل اكثر من عشرة آلاف شخص يعملون في البنك في كل انحاء العالم «ساهم المدير العام في تدمير سمعة البنك، ويجب عليه، حفاظا على هذه السمعة ان يستقيل استقالة مشرفة».
وكان بول وولفويتز قد أقر بالفضيحة واستهل مؤتمره الصحافي أول من امس بالقول «ساقول بعض الكلمات حول الموضوع الذي يدور في عقولكم ... جئت هنا قبل سنتين وطرحت مسألة احتمال تعارض المصالح على لجنة الاخلاقيات وكان رأي اللجنة ان تتم ترقية ونقل شاها رضا ...وكان من المفترض ان لا أقحم نفسي في الموضوع لذا ارتكبت خطأ واعتذر عنه»، وكان وولفويتز يأمل أن يؤدي اعترافه بالخطأ إلى الحيلولة دون خروج المسألة من السيطرة. والمفارقة ان بول وولفويتز شدد مجدداً في ندوته الصحافية على ضرورة «مكافحة الفساد» في العالم وهو الشعار الذي جاء يحمله الى البنك الدولي. كما تحدث عن نشاط البنك في محاربة الفقر في العالم. ومنذ توليه مهامه داخل البنك كان يرى أن الحواجز التي تعرقل التنمية في البلدان الفقيرة تتمثل في تفشي الفساد بنسب مرتفعة داخل الحكومات. وكان قد قال في خطاب القاه العام الماضي في اندونيسيا «الفساد هو أصل الداء الذي يجعل الحكومات لا تعمل».
وقال مصدر مطلع داخل البنك طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن بول وولفويتز حاول استباق خروج الفضيحة الى العلن وبحث مع بعض مستشاريه القانونيين كيفية ان تمتد الحصانة التي يوفرها العمل داخل البنك الدولي لتشمل الفترة ما قبل انتخابه رئيساً وما بعد ترك منصبه.
وعمل وولفويتز نائبا لوزير الدفاع دونالد رمسفيلد، وكان من الذين وضعوا ونفذوا خطة غزو العراق. ويعتبر من المحافظين الجدد (تحالف المسيحيين واليهود المتطرفين) لكن لم تكن هناك اعترضات على تعيينه في ذلك الوقت لأن اغلبية الشعب الاميركي كانت تؤيد غزو العراق. وكان بول وولفويتز يرى ان اطاحة نظام صدام حسين «ستؤدي الى انبثاق عصر جديد وازدهار الديمقراطية في الشرق الاوسط»، وتوقع ان يستقبل الشعب العراقي القوات الاميركية على اعتبار انها «قوات تحرير».
* تعتبر شاها علي رضا التي ولدت في طرابلس بليبيا من أب ليبي وأم سورية كبرت في تونس والسعودية وبريطانيا ثم انتقلت الى الولايات المتحدة بعد زواجها من بوليند علي شاها في آخر الثمانينات. ودرست شاها في مدرسة لندن الاقتصادية قبل اخذها درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد حيث درست في كلية سان أنتوني. وتخصصت شاها في الشرق الأوسط حيث نفذت بحثا ميدانيا في عدد من الدول العربية قبل انضمامها الى البنك الدولي، وعملت في المؤسسة الوطنية للديمقراطية، حيث بدأت وقادت برامج عن الشرق الأوسط في المؤسسة منذ انضمامها للبنك الدولي عام 1997. حيث عملت بالشرق الأوسط وشمال افريقيا في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومنسقة المجتمع المدني في مكتب رئيس المكتب الاقتصادي. وفي يوليو(تموز) 2002، اصبحت نائبة المدير للشؤون الخارجية في البنك الدولي، وهي تعمل الآن مع بنت نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني (ليز تشيني) في وزارة الخارجية.
وارتبطت شاها مع رئيس البنك الدولي الحالي بول وولفويتز منذ ان كان وكيل وزارة الدفاع في إدارة الرئيس الاميركي بوش.
No comments:
Post a Comment